الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} يبين الله تعالى في هذه الآية الغاية الكبرى التي يقاتل من أجلها المسلمون والتي من أجلها شرع الله تعالى الجهاد في سبيله {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
فلقد جاء الإسلام ليكون إعلانا عاما لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعباد ـ ومن العبودية لهواه أيضا ـ وذلك بإعلان عبوديته لله رب العالمين وأن معنى هذا الإعلان الثورة الشاملة على العبودية للبشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها.
ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد من أمرين أساسيين:
الأمر الأول: دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين، وتحريرهم من الخضوع والذل إلا لله رب العالمين، وهذا لا يتحقق إلا بوجود عصبة مؤمنة لها قيادة تؤمن بهذا المبدأ، وتنفذه في عالم الواقع، وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة مستخدما وسائل الضغط والقوة والقهر ضد معتنقي هذا الدين.
الأمر الثاني: تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على عبودية البشر للبشر، وذلك لضمان الهدف الأول، ولإعلان ألوهية الله وحدها في الأرض كلها، بحيث لا يكون هناك دينونة إلا لله وحده ـ فالدين هنا بمعنى الدينونة والخضوع لله وحده وليس الاعتقاد فحسب ـ
وبعد تحقيق الأمرين السابقين وإزالة الحواجز المادية المتمثلة في سلطان الطواغيت، وفي الأوضاع القاهرة للأفراد فلا يكون هناك سلطان في الأرض لغير الله ولا يدين العباد يومئذ لسلطان قاهر إلا سلطان الله ويتحقق قول الله تعالى {ويكون الدين كله لله} بعدها يترك الناس أحرارا في اختيار عقيدتهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
فلن تنال البشرية الكرامة التي وهبها لها الله، ولن يتحرر الإنسان في الأرض إلا حين يكون الدين كله لله فلا تكون هناك دينونة لسلطان سواه، وفي التاريخ خير شاهد على ذلك.
المزيد |